المرأة تنهض لأجل الجميع
نحن القيادات النسائية ننهض تضامنا لحفظ الأنفس وحماية المعايش. كما ندعو القادة في جميع البلدان والقطاعات للتلاحم في مواجهة الأزمة الإنسانية التي تسببت بها جائحة فيروس كوفيد-19، لإن وقف هذا الوباء والتعافي منه مسؤولية مشتركة تتطلب التضامن العالمي. وعلينا أن نتعافى بشكل أفضل، ويمكننا فعل ذلك من خلال إعادة البناء والعمل معاَ.
بدعوة من نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، أُطلقت مبادرة "النهوض لأجل الجميع" في مسعى عالمي لدعم خارطة الطريق التي خطتها الأمم المتحدة للتعافي من الأثر الاجتماعي والاقتصادي لكوفيد-19، ولحشد التمويل لصناديق الأمم المتحدة المعنية بالاستجابة لهذه الجائحة.
اقتباسات من كلماتهن
تمثل هذه الأوقات الاستثنائية لحظات لا مثيل لها في التاريخ الحديث، حيث تتصدى النساء في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة الإنسانية التي سببتها جائحة كوفيد-19. فالنساء أول من استجاب في أروقة المستشفيات والعيادات ومراكز العلوم والبحوث وعلى الجبهات السياسة كذلك. ولقد ألهمنني حقًا وألهمن كثيرين كذلك. وحان الوقت للارتقاء بالقيادات النسائية ودعم إجراءات السيطرة على الوباء حتى نخرج من هذه الأزمة أقوى من ذي قبل.
نحن امام أزمة عالمية، والتباطؤ في العمل يعني فاصلا بين الحياة والموت. جميعنا يواجه نفس العدو، وصلابتنا هي في الاستفادة من جمع القوة الكاملة للبشرية جمعاء للتصدي لهذا العدو. ولا يمكن هزيمة هذا الفيروس في بلد واحد أو في بعض البلدان دونا عن غيرها. لهذا أقف لدعم نداء الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التضامن.
فيروس كورونا لا يعرف الحدود. كما تتطلب مواجهته بذل جهود عاجلة وبروح التعددية في استجابة عالمية موحدة تكون الأمم المتحدة في صميمها. وفي قريتنا العالمية، يظل التضامن خيارنا الوحيد ... وأنا أشجع بقوة الدول والقطاع الخاص والمؤسسات على زيادة المساهمة في صندوق الأمم المتحدة للاستجابة والإنعاش المعني بجائحة كوفيد-19 والمساهمة فيه.
إذا لم نتدخل، فإن هذه الأزمة سيكون لها آثار كارثية على التعليم وتأثيرات اقتصادية على شبابنا. وسوف تقودهم إلى مسار خطير من اليأس وربما التطرف ... لنكن استباقيين ونفكر على المدى الطويل، وبدلاً من العمل بدافع الخوف، يجب أن ننتهز هذه الفرصة لتضييق الفجوة الرقمية وتقديم حلول مبتكرة لأطفالنا وشبابنا.
فلنعد البناء ونحسن الإعداد. ولنعد استخدام الموارد، لأن هذا ربما التذكير الأفضل لما يجب علينا أن نكافح من أجله في نظام متعدد الأطراف، وخصوصا مع حلول الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لانشاء لأمم المتحدة. يمكننا القيام بكل ذلك حين نعمل معًا، لكننا بحاجة إلى احترام بعضنا بعضا، ورؤية بعضنا بعضا، وسماع بعضنا بعضا والعمل معا.
إن العمل معًا لتحديد أولويات واحتياجات أفقر الناس وأضعفهم في العالم أمر أساسي للقضاء على هذا الوباء قضاء مبرما. وكان رائعا رؤية السرعة التي نهض بها الناس حول العالم للقيام بدورهم، وقد امدونا بالأمل حتى في أحلك الايام. وأملي أن ننهض معاً لتجاوز هذا التهديد.
كوفيد-19 هي أزمة صحية وأزمة تؤثر في الأطفال وفي فرص تعليمهم وحمايتهم ومستقبلهم. ويعتبر صندوق الأمم المتحدة للاستجابة والإنعاش المعني بجائحة كوفيد-19 فرصة لتوحيد العالم حول هدفنا المشترك، ومنصة لدعم الضعفاء في مواجهة هذا التحدي العالمي، ومنطلقا لمساعدة الأطفال والأسر والمجتمعات والبلدان خلال هذه الأزمة وما يتبعها.
بعض النساء يعشن في الحظر مع من يعتدي عليهن. ونحتاج للتأكد من حصولهم على الخدمات التي تحد من العنف ضد النساء والأطفال. .... لذلك أناشد الحكومات في كل دولة في العالم أن تقف وتعلن صراحة أن الخدمات التي تحتاجها النساء اللاتي يتعرضن للعنف هي خدمات أساسية.
ننهض اجلالا لمن عرفنا من الضحايا ولمن لم نعرف، وانشدنا للأبطال الذين صادفنا وللأبطال المجهولين. ونحن، في صندوق الأمم المتحدة للسكان، ننهض لأننا نستطيع النهوض، ونعمل لأنه يجب علينا العمل. ومن واجبنا أن نقف بجانب العاملين والعاملات في قطاع الصحة، حيث تشكل النساء 70 في المائة منهم ، وأن نضمن سماع أصواتهم وتلبية احتياجاتهم.
إن تفاؤلي وإيماني بالإنسانية يعطيني الثقة بأننا سنتغلب على هذا الوباء، وسنعمل في هذا الاختبار المشترك لأجل بناء عالم أكثر استدامة من خلال ضمان تبني ومتابعة اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة، وإذكاء روح العمل الفردي لنصبح مواطنين أفضل على كوكبنا.
لإني استخدم الكرسي المتحرك، فسأصب مشاعري في هذه العبارات: الأشخاص المختلفون هم اشخاص قادرون، وهم أشخاص فريدون كذلك. وهم يعانون دائما من التباعد الاجتماعي والعزلة الذاتية بسبب الافتقار إلى التعاطف وغياب الإدماج وضعف القبول. وكلي أمل انه، وعندما يشفي العالم بأسره من هذا الوباء، سنصبح جميعا أشمل وأرق وأرفق حكما على بعضنا بعضا.
إطار عمل الأمم المتحدة للاستجابة لجائحة كوفيد-19
لدعم مسارات البلدان نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي من كوفيد-19، دعت الأمم المتحدة إلى زيادة استثنائية في الدعم الدولي والالتزام السياسي لضمان حصول الناس في كل مكان على الخدمات الأساسية والحماية الاجتماعية.
يدعو إطار عمل الأمم المتحدة للاستجابة الاجتماعية والاقتصادية الفورية لكوفيد-19 الى حشد المسؤولية المشتركة والتضامن العالمي والعمل العاجل لأجل المحتاجين، وصون الوظائف وسبل العيش لبدء الانتعاش الآمن للمجتمعات والاقتصادات على مسار مستدام خالٍ من الكربون يحقق المساواة بين الجنسين.
وتجمع المبادرة القيادات النسائية الداعمة لخارطة طريق الأمم المتحدة للتعافي الاجتماعي والاقتصادي، للدعوة إلى تمويل صندوق الاستجابة والإنعاش.